الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية «أسرار» قسم الطب النفسي الشرعي بمستشفى الرازي وعلاقته بمرتكبي الجرائم الدموية

نشر في  29 جوان 2016  (12:18)

اقتحمت الجمهورية عالم مستشفى الرازي للامراض العقلية فقضت داخله يوما استثنائيا  لتكشف لقرائها معطيات حصرية عن المرضى المقيمين به وطريقة علاجهم من خلال المحادثة التي جمعتها مع رئيس القسم النفسي «A» الدكتور فتحي الناصف، الذي اعتبر انّ مستشفى الرازي يعتبر المؤسسة الوحيدة في البلاد لمعالجة المرضى النفسيين التي تحتوي على جانب اجتماعي وعائلي كبير يطغى على العلاقة بين طاقمها والمرضى الذي يعتبرون الرازي عائلتهم الثانية خاصة على اعتبار انتماء 50 بالمائة منهم إلى الطبقة الاجتماعية الضعيفة التي لا تملك أي مورد رزق..

«أسرار» قسم الطب النفسي الشرعي وعلاقته بمرتكبي الجرائم

وبخصوص كيفية تشخيص الحالات النفسية للأشخاص الذين أقدموا على ارتكاب جرائم قتل دموية ومقاييس اعتبارهم مرضى نفسيين وإيداعهم مستشفى الرازي عوض السجون التونسية، كشف محدّثنا أنّ مرتكب الجريمة الدموية يتم عرضه قانونيا على اختبار مختص نفساني وعلى ضوء نتيجة ذلك الاختبار يتم الحسم في الإذن بإيداعه في الرازي لتلقي العلاج من عدمه.

كما أشار في ذات السياق إلى أنّه وفي صورة حدوث شك لدى المكلف بمأمورية الاختبار النفسي تجاه حقيقة إصابة الشخص الذي يطبق عليه الاختبار وتمثيله انه مريض نفسي، يأذن بإيوائه بالمستشفى وقتيا وذلك قصد إزاحة اللبس ومعرفة الحقيقة الكاملة والواضحة. واعتبر في ذات السياق الدكتور فتحي الناصف أنّ منتحل صفة المريض النفسي سرعان ما يتم كشفه حتّى ولو استمر في تمثيله لعدّة أيام..

معاملة خاصة لمرتكبي الجرائم الدموية؟

محدّثنا كشف في مداخلته في ذات السياق، قائلا إنّ الأشخاص الذين أقدموا على فعل جرائم وأثبت الاختبار النفسي أنّهم مصابون باضطرابات نفسية تجعلهم غير مسؤولين على أفعالهم يتم إيداعهم قسم الطب النفسي الشرعي، مشيرا إلى انّ المعاملة في هذا القسم تكون في العموم أحسن من باقي الأقسام، ذلك أنّ المقيمين به يتمتعون بعلاج نفسي يطلق عليه «المعالجة بالعمل» أو ما يعبر عنه بالفرنسية L'ergothérapie وذلك من خلال مشاركتهم في ورشات عمل خاصة بأعمال فنية كالرسم والنحت أو الطبخ ومجالات أخرى والتي تصلح لمعاينة وتشخيص ومعالجة حالتهم.

هذا كما أعرب محدّثنا في ذات الإطار عن أسفه لعدم وجود ميزانية كافية لتغطية نفقات تعيين عدّة مختصين بـ«المعالجة بالعمل» في كل قسم، حتّى يتمتع بهذه المعالجة جميع المرضى الذين استقرت حالتهم النفسية تدريجيا..

وحول استفساره عن تعبير بعض المرضى النفسيين عن الندم على قيامهم بالأعمال الإجرامية، كشف محدّثنا أنّ التعبير عن الندم يختلف من مريض إلى آخر وذلك وفقا لتشخيص حالاتهم المرضية النفسية حيث أن بعض الحالات التي تتماثل تدريجيا للعلاج يعبرون أحيانا عن ندمهم بعد أن يصبحوا واعين بالأفعال التي أقدموا عليها..

وكشف محدّثنا أنّ العدالة التونسية تقوم بالحكم على أولئك المرضى بإيوائهم بمستشفى الأمراض النفسية لتشخيص حالتهم ومتابعتها وتلقي العلاج، مشيرا إلى انّ مدة إقامتهم تختلف وتصل إلى أكثر من أربع سنوات بحسب الحالة النفسية المرضية وقابلية تماثلها للشفاء.

كما تطرّق رئيس القسم النفسي «أ»، إلى القول انّ الطبيب الذي يباشر حالة المريض النفسي المرتكب لجريمة والذي يثبت التشخيص النفسي الطبي انه تماثل للعلاج،  يبعث مراسلة إلى القاضي الذي حكم بإيوائه يعلمه فيها بالتطورات التي حدثت ليعيّن القاضي بعد ذلك لجنة مكونة من 3 خبراء نفسيين لفحصه واستبيان تماثله للشفاء.

وأكّد محدّثنا في سياق متصّل أنه وفي حالة تبين سلامة المعني بالأمر، تأذن اللجنة بتركه للمستشفى لكن بشرط التزامه بنظام خاص يتمثل في توافده كل شهر لإجراء كشف نفسي ومتابعة حالته، وإن تخلّف عن موعد زيارته المقررة يقوم طبيبه المباشر بإبلاغ السلطات عن الأمر للقيام بالإجراءات القانونية اللازمة تجاهه.

من ناحية أخرى وحول سؤال بخصوص أسباب تفشي المرض النفسي بين بعض التونسيين ونسب تزايده، أجاب محدّثنا مؤكدا بأن نسب تزايد الحالات المرضية النفسية من سنة إلى أخرى تعتبر عادية ومستقرة..

منارة تليجاني